كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي



1090- [3866] «إذا رأيْتُم الذِينَ يَسُبُّونَ أصْحابي، فقولوا لَعْنةُ الله على شَرِّكُمْ». قال الطيبي: هذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه من مُوال أو منافر قال لمن خطب به قد أنصفك صَاحبك ومنه بيت حسان:
أتهجوه ولست له بكفوء ** فشركما لخيركما الفداء

1091- [3867] «فإنها بضعَة مني». قال في النهاية: هي بالفتح القطعَة من اللحم وقد تكسر أي أنها جزء منّي، كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم.
«يَريبُنْي مَا رَابهَا». أي يسؤني ما يسؤها ويزعجني ما أزعجها.
1092- [3869] «ويُنْصبُني ما أنْصَبهَا». أي يتعبني ما أتعبها.
«وحمامّتي». بحاء مهملة، وميم مشدودة، قال في النهاية: حامّة الإنسان: خاصَّتهُ ومن يَقْرُب منه. وهو الحميم أيضًا.
1093- [3871] «أذْهبْ عَنْهمُ الرِّجْسَ، وطَهِّرهُمْ تَطْهيرًا». قال الطيبي: استعار للذنوب الرجس، وللتقوى الطهر، لأن عرض المقترف يتلوث بهَا، ويتدنس. كما يتلوث بدَنه بالأرجاس وأما الحسان فالعرض منها نقي مصون كالثوب الطاهر.
1094- [3872] «إني إذًا لبذْرَةٍ». بفتح الموحدة، وكسْر الذال المعجمة، وراء، قال في النهاية: البذر: الذي يغشى السر، ويظهر مَا يسْمعه.
1095- [3879] يحيى بن دُرُستَ. بضم الدال المهملة، والراء وسكون السين المهملة.
1096- [3883] «مَا أشْكل عليْنا أصحَابَ رَسُولِ الله». بالنصب على الاختصاص.
1097- [3885] «على جيش ذات السلاسل». قال في النهاية: هو بضم السين الأولى، وكسر الثانية: ماء بأرض جذام.
1098- [3888] «أعزُبْ». بالعين المهملة، وزاي؛ أي أبعد.
«مَقْبُوحًا منبوحًا». قال في النهاية: أي مبعَدًا.
1099- [3875] «ما غِرتُ على أحد مَا غِرتُ على خَدِيجَةَ».
قال الطيبي: ما الثانية: يجوز أن تكون مصدرية، أو موصُولة، أي ما غرت مثل غيرتي، أو مثل الذي غرتها.
1100- [3876] «بَبيْتٍ في الجنة من قَصَب». قال في النهاية: أراد من زمردة، أو لؤلؤة مجوّفة. وقال في حرف القاف القصب في هذا الحديث، لؤلؤ مُجَوّف، وَاسع كالقصر المنيف، والقَصَب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف.
«لا صخب فيه». هو الضجة، واضطراب الأصْوات للخصَام.
«ولا نصَبَ». أي ولا تعب، قال البغوي في شرح السنة: نفي عن البيت الصخب والنصَب؛ لأنه مَا من بيت في الدنيَا يسكنه قوم إلا كان بين أهله صخب وجلبَة، وإلا كان في بنائه وإصلاحه نصب وتعب، فأخبر أن قصور الجنة خالية عن هذه الآفات.
1101- [3877] «خَيْر نِسَائِهَا خَديجة بِنْت خَوَيْلَدٍ، وخَيْرُ نِسائِهَا مَريمُ بِنتُ عِمْرَان». قال الطيبي: الضمير في الثاني عائد إلى الأمة التي كانت فيها مريم، وفي الأول إلى هذه الأمة. انتهى.
وفي مسند الحارث من طريق حماد عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: قال رسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَدِيجَةُ خَيْرُ نِسَاءِ عَالمهَا، ومَرْيمُ خَيْرُ نِسَاء عَالمها، وفاطمة خير نساء عالمها». قال الحافظ ابن حجر:
هذا مرسل صحيح الإسناد، وهو يفسر حديث الترمذي.
1102- [3878] «حَسْبُكَ» مبتدأ: «من نِساءِ العَالمينَ» متعلق به «مريم» خبره، الخطاب إمَّا عام أو للإنس. أي: كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء. قاله الطيبي.
1103- [3903] عن أنس، عن أبي طلحة قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أقْرئ قَوْمكَ السلام، فإنَّهمْ مَا عَلِمْتُ أعِفة صُبر» قال في مسند الطيالسي: من ذا الطريق عن أنس قال: دخل أبو طلحة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شكواه الذي قبض فيه، فقال فذكره.
«أقرئ قومك السلام» قال في النهاية: يقال: أقْرِئ فُلانًا السلام، وإقْرَأ عليه السلام، كأنه حين يُبَلِّغه سَلامه يَحْمِله على أن يَقرأ السَّلام.
«فإنهم ما علمت أعفة صبر». قال الطيبي: أعفة؛ جمع عفيف مرفوع خبر إن، و«ما علمت» معترضة. و«ما» موصُولة، والخبر محذوف، أي الذي علمت منهم أنهم كذلك يتعففون عن السؤال، ويتحملون الصبر عند القتال وهو مثل الحديث الآخر، ويكثرون عند العف.
1105- [3907] «الأنصار كَرِشي، وعَيْبَتِي». قال في النهاية: أراد أنهم بطانته، وموضع سِرَّه، وأمانَتِهِ، والذين يعْتَمد عليهم في أموره، واستعار الكَرِش، والعيْبَة لذلك؛ لأن المُجْترَّ يجمع عَلَفه في كَرِشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته، وقيل: أراد بالكَرِش الجماعة. أي جماعتي وصحابتي، ويقال: عليه كرِشٌ من الناس: أي جماع.
1106- [3908] «اللهُمَّ أذقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نكالاً» أي عقوبة يوم بدر، والأحزاب.
1107- [3918] «ولأوَائِهَا» هي الشدة، وضِيق المعيشة.
1108- [3920] «وتُنصِّع طَيِّبهَا» بنون ثم صاد، وعين مهملتين، أي تخلصه، ويروى تنصح طيبها؛ أي تظهر، ويروى بالباء الموحدة، والضاد المعجمة، كذا ذكره الزمخشري، وقال: هو من أبضعته بضاعة إذا دفعتها إليه، يعني أن المدينة تعطي طيبها ساكنها، والمشهور الأول، وروي بالضاد، والخاء المعجمتين، وبالحاء المهملة من النضح، والنضح؛ وهو رش الماء.
1109- [3921] «ما ذَعرتُهَا» أي ما نفرتها.
1110- [3922] «هذا جَبَل يُحِبُّنَا ونُحبُّهُ» قال الخطابي: هذا محمولٌ على المجاز، أراد يحبّنا أهله، ونحب أهلهُ، وهم الأنصار.
وقال البغوي في شرح السنة: الأولى إجراؤه على ظاهره ولا ينكر وصف الجمادات بحبّ الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة، كما حنَّ الجذع لفراقه، وكما أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن حجرًا كان يسلم عليه قبل الوحي فلا ينكر أن يكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة كانت تحبه، وتحن إلى لقائه حالة مفارقته.
وقال الطيبي: هذا هو المختار ولا محيد عنه.
وقال التوربشتي: لعله أراد بالجبل أرض المدينة كلها، وإنما خص الجبل بالذكر لأنه أول ما يبدُو من أعلامها له.
1111- [3923] «أو قِنسْرينَ» بكسر القاف.
1112- [3925] «على الحزْوَرةِ» قال في النهاية: هي موضع بمكة عند باب الحنَّاطِين وهو بوزن قَسْورَة.
قال الشافعي: الناس يشددون الحزورة والحديبية وهما مخففان.
وفي الأمثال للميداني: أن وكيع بن سلمة بن زهير بن إياد- وكان وَلي أمر البيت بعد جُرْهُم- بنى صَرْحًا بأسْفل مكة، وجعل فيه أمَةً له يقال لها حزوَرة، وبها سميت حزورَة مكة.
1113- [3932] «لأنا بهم أو ببعْضهمْ، أوْثقُ مِنِّي بِكُمْ، أو بِبَعْضُكُمْ» قال المظهري: المعنى، وثوقي، واعتمادي بهم، أو ببعضهم أكثر من وثوقي بكم، أو ببعضكم. وقال الطيبي: المخاطب بقوله بكم، أو ببعضكم قوم مخصُوصُون دعُوا إلى الإنفاق في سبيل الله فتقاعسوا عنه فهو كالتأنيب والتعيير، يدل عليه قوله في الحدث الآخر: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} فإنه جاء عقب قوله: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ}.
1114- 3934 «أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إلى اليمن، فقال: اللهم أقبل بقلوبهم» زاد الطبراني: «ونظر قبل العراق فقال: اللهم أقبل بقلوبهم، ونظر قبل الشام فقال: اللهم أقبل بقلوبهم» ثم أخرج من طريق منصور بن زاذان، عن قتادة، عن أنس قال: دعَا رسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمته فقال: «اللهمَّ أقبل بقلوبهم على دينك، وحط من ورَائهم برحمتك».
قال الطبراني: ولم يذكر زيد بن ثابت.
1115- [3935] «وأَرَق أفئدة» قال في النهاية: ألين، وأقبل للموعظة. والمراد بالرِّقة ضد القسوة، والشِّدة.
«الإيمانُ يمانٍ، والحِكمةُ يمانيَّة» قال في النهاية: إنما قال ذلك لأن الإيمان بَدَأ بمكة وهي من تهامة، وتهامةُ من أرض اليمن، ولهذا يقال الكعبة اليمانية، وقيل: إنه قال هذا القول وهو بتبوك ومكة والمدينة يومئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن، وهو يريد مكة والمدينة.
وقيل: أراد بهذا القول الأنصار؛ لأنهم يمانيّون، وهُم نَصَرُوا الإيمان، والمؤمنين وآوَوْهم، فَنُسِبَ الإيمانُ إليهم.
1116- [3936] «المُلْك في قُرَيْشٍ، والقَضَاءُ في الأنصَارِ، والأذان في الحبشة» قال في النهاية: خص القضاء بالأنصار لأن أكثرهم فقهاء، منهم معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم.
1117- [3937] «الأزدِ» قال التوربشتي: هو بسكون الزاي، ويقال: الأسد، بسكون السين، وهو بالسين أفصح. أبو حيٍّ من اليمن، وهما أزدان، أزد شنوءة، وأزد عمان.
وقال البيضاوي: المراد في الحديث أزد شنؤة.
«أزد الله في الأرض» قال الطيبي: يحتمل وجوهًا: أحدها اشتهارهم بهذا الاسم بأنهم ثابتون في الحرب لا يفرون، ولهذا قال البيضاوي: إضافتهم إلى الله من حيث أنهم حزبه، وأهل نصرة رسوله.
والثاني: أن تكون الإضافة للاختصاص، والتشريف، كبيت الله، وناقة الله. والثالث: أن يراد به الشجاعة والكلام على التشبيه، أي الأزد أسد الله، فجاء به، إما مشاكلة، أو قلب السين زايًا.
1118- [3944] «في ثَقيفٍ كذَّاب، ومُبِيرٌ» أي مهلك، أشار بالكذاب إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة وبالمبير إلى الحجاج.
1119- [3947] «والأشْعرونَ» قال الطيبي: سقوط الياء في جامع الترمذي قال الجوهري: تقول العرب جأتك الأشعَرون بحذف الياء.
1120- [3948] «أسْلَم سَالمهَا الله، وغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وعُصَية عَصَتِ الله ورسولهُ». قال في النهاية: سالمها الله من المُسالمة وترك الحرب. يحتمل أن يكون دعاء وإخْبار: إما دعاء لها أن يُسَالِمهَا الله ولا يأمر بحَرْبهَا، وأخبرَ أن الله قد سَالمهَا ومنَع من حربها.
و«غفر الله لها» يحتمل أن يكون دعا لها بالمغفرة أو إخبار أن الله قد غفر لها.
وقال الطيبي: يحتمل أن يكونا خبرين وأن يحمل على الدعاء لهُما، وأما قوله: «وعُصيَّة عصت الله ورسوله» فهو إخبار ولا يجوز حمله على الدعاء.
وقال البغوي: قيل إنما دعا لأسلم وغفار؛ لأن دخولهما في الإسلام كان من غير حرب، وكانت غفار توبن- أي تتهم- بسرقة الحجاج، فدعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يمحو عنها تلك السيئة، ويغفرها لهم. وأما عُصَيَّة فهُم الذين قتلوا القُرَّاء ببئر معونة فكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقنت عليهم.
وقال القاضي عياض: هذا من حسن الكلام، والمجانسة في الألفاظ.
1121- [3954] «طُوبى للشَّام» قال في النهاية: المراد بطوبى في هذا الحديث فُعْلَى من الطّيب، لا الجنة ولا الشجرة التي فيها كما يراد في غيره من الأحاديث.
قال مؤلفه رحمه الله تعالى عليه: آخر ما علقته على جامع الترمذي رحمه الله فرغت من تأليفه يوم الأربعاء، سلخ رجب، سنة أربع وتسعمائة. انتهى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
آخر ما علقه الإمام العلامة المجتهد الشيخ جلال الدين السُّيوطي تغمده الله برحمته، وكان الفراغ من كتابته في غرة رجب الفرد سنة 1122 هـ.